- الأَصْل الْحَادِي والمائتان

-

فِي الْحَسَنَة الحديثة والذنب الْقَدِيم

عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لم أر شَيْئا أحسن طلبا وَلَا أسْرع إدراكا من حَسَنَة حَدِيثَة لذنب قديم إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات ذَلِك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ

الْحَسَنَة نور والسيئة ظلمَة فإدراك النُّور الظلمَة سريع لِأَن الْحَسَنَة نور مُبتَدأَة من نور الْإِيمَان وَالْإِيمَان هدى الله فبنور الْإِيمَان يحسن طلبه وبقوة هدى الله تَعَالَى يسْرع إِدْرَاكه

فَلَمَّا كَانَ فِي الْحَسَنَة نور ربه كَانَ هادي الْحَسَنَة حَتَّى يلْحق السَّيئَة بِسُرْعَة ومركب الْحَسَنَة فَإِن مركب الْحَسَنَة نِيَّته وَالنِّيَّة من نور التَّوْحِيد فَمن كَانَ مركبه نور التَّوْحِيد فلحاقه بِمن يطْلب سريع فِي أسْرع من الطّرف فَطَلَبه أحسن طلب لِأَن مَعَه هداه وَمن ولى الله هداه فهداه فِي لَحْظَة أَو أسْرع وَمن ولى الله إبلاغه فدركه فِي أسْرع من الطرفة وَالْقَدِيم والْحَدِيث عِنْد الله بِمَنْزِلَة وَإِنَّمَا يتَفَاوَت هَذَا عِنْد الْآدَمِيّ وَسَائِر المخلوقين وَلِأَن السَّيئَة قد تقدّمت فِي الصَّحِيفَة مَوضِع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015