وَقَالَ فِي الزَّكَاة خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا
وَقَالَ فِي الْحَج فَمن تعجل فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ وَمن تَأَخّر فَلَا إِثْم عَلَيْهِ أَي مغفورا لَهُ
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّوْم جنَّة
فدلهم على هَذِه الْفَرَائِض ليتطهروا بهَا خلطوها وغشوها وأدوها مَعَ النُّقْصَان والوسوسة والمكاسب الرَّديئَة
فَلم يَك هَذَا مِمَّا يطهرهم إِذْ لَا تطهر النَّجَاسَة بِالنَّجَاسَةِ وَلَا ينفى الْوَسخ بالوسخ فَلَمَّا رأى الله تَعَالَى حَالهم هَذِه وَأَنَّهُمْ قد توسخوا وتدنسوا وكدرت طينتهم فَأبى أَن يضيعهم وَقد اكتنفتهم رَحمته فداواهم بِهَذِهِ الأسقام ليمحصهم ويطهرهم ثمَّ يداويهم ويشفيهم كَمَا تداوي الشفيقة من الْأُمَّهَات لولدها بمر الْأَدْوِيَة البشعة لما تَأمل من شفائه عَن سقمه فَسلط الله تَعَالَى عَلَيْهِم الأسقام حَتَّى إِذا تمت مُدَّة