-
عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْوُرُود الدُّخُول لَا يبْقى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون على الْمُؤمنِينَ بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت على إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى ان للنار ضَجِيجًا من بردهمْ ثمَّ يُنجي الله الَّذين اتَّقوا ويذر الظَّالِمين فِيهَا جثيا
كَأَن الله تَعَالَى أحب أَن يَجْعَل ممر الْمُؤمنِينَ فِيهَا كي إِذا نَجوا مِنْهَا علمُوا من أَيْن نَجوا وَلَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة وَإِذا وردوا دَار السَّلَام علمُوا أَيْن حلوا فالشيء إِنَّمَا يعرف بضده ويعظم قدره وَلذَلِك قَالُوا عِنْد دُخُول الْجنَّة الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن أَي حزن قطع النيرَان الَّتِي خلص مِنْهَا وَجعلهَا بردا وَسلَامًا وَعَلمُوا أَنهم لم يحلوا دَار المقامة إِلَّا من فَضله وانهم لم يستوجبوا ذَلِك مِنْهُ وَكَأَنَّهُ عز وَجل أحب أَن يبرز فضل الصَّادِقين وبذلهم أنفسهم لَهُ وليأخذ بِحقِّهِ من الطَّبَقَة الَّتِي آثرت شهوات نفوسها بتضييع الْحق وهم أهل لَا إِلَه إِلَّا الله حَتَّى تنتقم النَّار