وَقَوله صدق الْبَأْس لِأَنَّهُ من الثِّقَة بِاللَّه تَعَالَى شجاعة وسماحة وَإِعْطَاء السَّائِل من الرَّحْمَة والمكافأة بالصنايع من الشُّكْر وَحفظ الْأَمَانَة من الْوَفَاء وصلَة الرَّحِم من الْعَطف والتذمم للْجَار من نزاهة النَّفس وَكَذَلِكَ التذمم للصاحب وإقراء الضَّيْف من سخاوة النَّفس وَالْحيَاء من عفة الرّوح وكل خلق من هَذِه الْأَخْلَاق مكرمَة عَظِيمَة يسْعد بِالْوَاحِدِ مِنْهَا صَاحبه فَكيف لمن جمعت لَهُ المكارم والأخلاق الْحَسَنَة كَثِيرَة وَكلهَا تقرب إِلَى الله تَعَالَى وَلَكِن هَذِه مَكَارِم تِلْكَ الْأَخْلَاق فَكل مكرمَة مِنْهَا تمنح العَبْد فَهِيَ لَهُ شرف وفضيلة فِي الدُّنْيَا ورفعة ووسيلة فِي الْآخِرَة