وَفِي المأمن قَوْله عز وَجل {مَا ضل صَاحبكُم وَمَا غوى وَمَا ينْطق عَن الْهوى}
وَفِي الغياث قَوْله تَعَالَى {وكنتم على شفا حُفْرَة من النَّار فأنقذكم مِنْهَا} وَفِي الرَّحْمَة قَوْله تَعَالَى وَمَا أرسناك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين وَفِي الْأمان قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم
وَلَيْسَ لأحد بعد الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْمقَام صديقا كَانَ أَو فاروقا أَو أَمينا فَلذَلِك قَالَ لَا تأمنن على أحد بعدِي أَي كأمنك عَليّ فَلَيْسَ لمن بعده عصمَة الرُّسُل عَلَيْهِم السَّلَام أَلا ترى أَن أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ خطب النَّاس فَقَالَ إِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فاجتنبوني إِذا غضِبت لَا أوثر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وَإِذا زِغْت فقوموني
وَقيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ قَالَ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وَقد وكل بِهِ قرينه من الشَّيْطَان قَالُوا ومعك يَا رَسُول الله قَالَ وَمَعِي وَلَكِن الله أعانني عَلَيْهِ فَأسلم وَكَانَ الله عصمه وأقامه على أدب الْقُرْآن وَقَالَ {وَإنَّك لعلى خلق عَظِيم}