فِيمَا أهمه الْحِيَل الَّتِي وضعت لكل هم وحيلة وعدته فِي الْبَغي الِاحْتِرَاز والتجافي وَالْأَخْذ بالحزم وعدته فِي الْحَسَد التَّوَاضُع والمقاربة للحاسد وعدته فِي المكابدة بالسوء سد الْأَبْوَاب الَّتِي مِنْهَا يجد الكائد السَّبِيل عَلَيْهِ وعدته فِي الْمَوْت الْعَمَل الصَّالح وعدته فِي المساءلة فِي الْقَبْر تَصْحِيح الْأَمر للجواب وعدته عِنْد الْمِيزَان كَثْرَة الْأَعْمَال لثقل الْوَزْن وعدته عِنْد الصِّرَاط النُّور للْجُوَاز فَإِذا لَهَا عَن هَذِه الْعدَد وَكَانَ الله تَعَالَى شرح بهَا صَدره وَلم يشخص أمله إِلَى شَيْء سواهُ وَلَا لحظ إِلَى خلق وَلَا إِلَى فعل وَقَالَ حسبي الله عِنْد كل موطن فقد تعلق بربه تَعَالَى وَمن تعلق بِهِ لم يخيبه وَكَانَ لَهُ فِي تِلْكَ المواطن كظنه بِهِ
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يروي عَن ربه تَعَالَى أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي وَأَنا مَعَه إِذا دَعَاني
وَكَانَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لما وضع فِي المنجنيق ليرمي بِهِ فِي النَّار جأرت السَّمَوَات والأرضون وَالْمَلَائِكَة والخلق والخليقة بكاء وعويلا قَالَت يَا رب عَبدك يحرق بالنَّار فَأذن الله لَهُم فِي نصرته ان اسْتَغَاثَ بهم ودعاهم إِلَى نصرته وَرمي فِي الْهَوَاء إِذْ عَارضه جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام بلوى من الله تَعَالَى فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيم هَل من حَاجَة