وَقربت مَكَانك مني وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأصلن من وصلك ولأقطعن من قَطعك وَلَا أرْضى حَتَّى ترْضينَ
فخلق الله تَعَالَى الرأفة وَالرَّحْمَة يرؤف بهَا عباده وَيرْحَم بهَا عباده والرأفة غالبة على الرَّحْمَة وَلها سُلْطَان إِذا تحرّك علا كل شَيْء وَغلب وبدء الرأفة من رأفة الله تَعَالَى ورأفته من فَضله وَالْفضل من جماله فَهَذِهِ الرأفة الَّتِي خلقهَا يتراءفون ويتعاطفون وَبهَا يتراحمون ويتعاطفون فَقَامَتْ تناشد رَبهَا فقربها من رأفته وَبَين بَدو مَكَانهَا من أَيْن بداثم جعلهَا كالشجنة قد برزت إِلَى مَا دون الْعَرْش فَلَمَّا قربهَا جعل لَهَا السَّبِيل إِلَى الحقو فِي الْقرْبَة فشق لَهَا اسْما من اسْمه وَهُوَ الرَّحْمَن ثمَّ جعل لَهَا سُلْطَانا ممدودا من الحقو كالشجنة إِلَى مَا تَحت الْعَرْش فاستعاذت هُنَاكَ من القطيعة حَيْثُ أشارت من مقَامهَا فَقَالَ الله تَعَالَى لأصلن من وصلك أَي اصل واصلك بِهَذِهِ الرأفة مني وأقطع من هَذِه الرأفة من قَطعك فَيكون صَاحب القطيعة مَقْطُوعًا من رأفته قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّحِم معلقَة بالعرش
وَقَالَ فِي رِوَايَة ابْن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا يَقُول الله عز وَجل أَنا الرَّحْمَن وَهِي الرَّحِم جعلت لَهَا شجنة من وَصلهَا وصلته وَمن قطعهَا بنته لَهَا يَوْم الْقِيَامَة لِسَان طلق تقوم فِيمَا شَاءَت فقد