فِي ذَلِك تمسكن وتضرع وانقياد ليرحمه وَيصرف عَنهُ الْفِتْنَة الَّتِي أحس بهَا فشكره على ذَلِك مَوْلَاهُ حَيْثُ فزع إِلَيْهِ وَلم يفزع إِلَى نهمة النَّفس وَلم يتدبر بالحيل الَّتِي توصله إِلَيْهَا
رُوِيَ فِي الْخَبَر أَنه أَمْسَى زيد فآوى إِلَى فرَاشه قَالَت زَيْنَب رَضِي الله عَنْهَا لم يستطعني زيد وَمَا امْتنع عَنهُ غير مَا مَنعه الله مني فَلَا يقدر عَليّ
وَفِي بعض الرِّوَايَات أَن زيدا تورم ذَلِك مِنْهُ حِين أَرَادَ أَن يقربهَا فَعلم زيد بِمَا أخْبرته زَيْنَب من فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَوله حِين أبصرهَا وَصَارَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ إِن زَيْنَب تؤذيني وَلَا تاتي مَا أحب وَلَا تبر قسمي وَلَا تطيعني وَتفعل وَتفعل وَإِنِّي أُرِيد أَن أطلقها
فَقَالَ لَهُ أمسك عَلَيْك زَوجك وَاتَّقِ الله فَلم يزل زيد على عزمه الَّذِي عزم الله على قلبه فَكَمَا قلب قلب رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهواها قلب قلب زيد حَتَّى يطلقهَا فَلَمَّا انْقَضتْ عدتهَا نزل الْقُرْآن بتزويجها مِنْهُ وَولي الله تَعَالَى تَزْوِيجهَا مِنْهُ على لِسَان الرّوح الْأمين فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدخل عَلَيْهَا بِغَيْر إِذن وَكَانَ قبل نزُول الْآيَة قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخطْبَة إِلَيْهَا وَوجه زيد بن حَارِثَة يعلمهَا ذَلِك فَدخل عَلَيْهَا وَهِي فِي مَسْجِدهَا فَذكر لَهَا حَاجَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت حَتَّى أؤامر رَبِّي عز وَجل فَنزلت قَوْله تَعَالَى {زَوَّجْنَاكهَا} فَهِيَ بعد فِي مؤامرتها وَزيد عِنْدهَا إِذْ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِغَيْر إِذن فَقعدَ عِنْدهَا وتلا الْآيَة فخرت سَاجِدَة وَكَانَت تَفْخَر بذلك على نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقول إِن الله أنكحني من الْعَرْش وَهُوَ وليي من دون الْخلق والسفير فِي ذَلِك جِبْرَائِيل
وَكَانَت تسامي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي الوسامة والحظ من