شِئْت لَأَفْعَلَنَّ قَالَ نعم فعرج جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى السَّمَاء وَسجد دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَمَكثَ مَا شَاءَ الله وَنزل فَقَالَ سَأَلت يَا دَاوُد عَن الَّذِي أرسلتني إِلَيْهِ فَقَالَ قل لداود إِن الله يجمعكما يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ يَقُول لَهُ هَب لي دمك الَّذِي عِنْد دَاوُد فَقَالَ هُوَ لَك يَا رب فَنَقُول لَهُ فَإِن لَك الْجنَّة فالهم من الْأَوْلِيَاء وَالرسل عَلَيْهِم السَّلَام عَظِيم شَأْنه لِأَنَّهُ ميل عَن الله تَعَالَى فنسأله الْعِصْمَة فِي الحركات والسكنات إِنَّه قريب مُجيب
وَرُوِيَ أَن قَاضِيا فِي بني إِسْرَائِيل بلغ اجْتِهَاده أَن طلب إِلَى ربه أَن يَجْعَل بَينه وَبَينه علما إِذا هُوَ قضى بِالْحَقِّ عرف ذَلِك وَإِذا قصر عَن الْحق عرف ذَلِك فَقيل لَهُ ادخل مَنْزِلك ثمَّ مد يدك فِي جدارك ثمَّ أنظر كَيفَ تبلغ أصابعك من الْجِدَار فاخطط عِنْدهَا خطا وَكلما قُمْت من مجْلِس الْقَضَاء فامدد يدك إِلَيْهِ فَإنَّك مَتى كنت على الْحق ستبلغه وَإِن قصرت عَن الْحق قصر بك وَكَانَ يجْتَهد وَلَا يقْضِي إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِذا قَامَ من مَجْلِسه يَأْتِي ذَلِك الْخط فَإِذا بلغه حمد الله وأفضى إِلَى كل مَا أحل الله لَهُ من أهل ومطعم ومشرب فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم وَهُوَ فِي مجْلِس الْقَضَاء أقبل إِلَيْهِ رجلَانِ يُريدَان أَن يختصما إِلَيْهِ وَكَانَ أَحدهمَا لَهُ صديق فَتحَرك قلبه عَلَيْهِ محبَّة أَن يكون الْحق لَهُ فَيَقْضِي لَهُ بِهِ فَلَمَّا أَن تكلما دَار الْحق على صَاحبه فَقضى عَلَيْهِ فَقَامَ من مَجْلِسه وَذهب إِلَى خطه وَمد يَده إِلَيْهِ فَإِذا الْخط قد شمر إِلَى السّقف وَإِذا هُوَ لَا يبلغهُ فَخر سَاجِدا وَهُوَ يَقُول يَا رب شَيْئا لم أتعمده وَلم أرده فبينه لي فَقيل لَهُ أتحسب أَن الله تَعَالَى لم يطلع على جور قَلْبك حَيْثُ أَحْبَبْت أَن يكون الْحق لصديقك فتقضي لَهُ قد أردته وأحببته وَلَكِن الله قد رد الْحق إِلَى أَهله وَأَنت لذَلِك كَارِه
وَعَن لَيْث رَضِي الله عَنهُ قَالَ تقدم إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ