- الأَصْل الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ وَالْمِائَة

-

فِي أدب التَّنَزُّه فِي الْمَأْكُول وتناوله

عَن عبد الله بن بشير رَضِي الله عَنهُ قَالَ دخل علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَطَعِمَ ثمَّ أُتِي بسويق فَشرب ثمَّ أعطي الَّذِي عَن يَمِينه وَكَانَ إِذا أكل التَّمْر وضع النواة على ظهر اصبعه الْوُسْطَى والمشيرة ثمَّ أَلْقَاهَا

لَو أَخذ النواة بباطن أَصَابِعه ثمَّ عَاد إِلَى بَقِيَّة التَّمْر لَكَانَ لَا يَخْلُو أَن تكون أَصَابِعه مبتلة من ريق الْفَم عِنْد أَخذ النواة فكره أَن يعود إِلَى بَقِيَّة التَّمْر وَفِي يَده بلة النواة مُرَاعَاة للأكيل وَحُرْمَة للصاحب ليتأدب بِهِ من بعده فَإِنَّهُ قد يعاف الرجل صَاحبه فِي فعله من ذَلِك ويكرهه فَكَانَ يَأْخُذ النواة بظاهرإصبعيه وَيسْتَعْمل باطنهما فِي تنَاوله

وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك مَا روى أنس رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يجمع بَين التَّمْر والنوى وَبَين الرطب والنوى على الطَّبَق

وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بطبق من رطب فَأكل مِنْهُ شَيْئا ثمَّ يلقِي النَّوَى من فَمه بِشمَالِهِ فمرت بِهِ داجنة فناولها إِيَّاه فَأكلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015