وَرُوِيَ أَنه لما توفيت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جنازتها قَالَ فَكَأَنَّمَا يسفي على وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرماد فَلَمَّا دفنت ذهب عَنهُ بعض ذَلِك فَقَالُوا يَا رَسُول الله لَا نزال نرى فِي وَجهك مَا نكرهه قَالَ إِنِّي ذكرت ضعفها وضغطة الْقَبْر فعفي لي عَنْهَا وَلَقَد ضغطت ضغطة سمع كل شَيْء صَوتهَا إِلَّا الثقلَيْن
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أفلت من فتْنَة الْقَبْر أَو ضمه لنجا سعد وَلَقَد ضم ضمة ثمَّ أرْخى عَلَيْهِ
وَهَذَا لأهل الاسْتقَامَة يكون من التَّقْصِير ثمَّ رفع عَنْهُم لِأَن الْحق يَقْتَضِي حَقه ثمَّ تجيئه الرَّحْمَة فتكشف عَنهُ
فَأَما الْأَنْبِيَاء والأولياء عَلَيْهِم السَّلَام فَلَيْسَ لَهُم ضمة وَلَا سُؤال لأَنهم بحظهم من رَبهم امْتَنعُوا من ذَلِك وتخلصوا فان على قُلُوبهم من جلال الله تَعَالَى وعظمته مَا إِذا وردوا اللحود تهابهم اللحود من جلالتهم
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هاب الله تَعَالَى أهاب الله مِنْهُ كل شَيْء وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اتقِي الله أهاب الله عز وَجل مِنْهُ كل شَيْء وَمن لم يتق الله أهابه الله من كل شَيْء
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو عَرَفْتُمْ الله تَعَالَى حق مَعْرفَته لزالت بدعائكم الْجبَال