فَلَمَّا وجدته فِي بَطنهَا ضمته كغائب وجد غائبه بعد الشوق إِلَيْهِ والظالم المخلط يكون لضمته لبث حَتَّى تُدْرِكهُ الرَّحْمَة وَالْكَافِر لَا خلاق لَهُ من الرَّحْمَة فَيمْلَأ عَلَيْهِ نَارا
روى أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْمُؤمن فِي قَبره فِي رَوْضَة خضراء يرحب لَهُ قَبره سبعين ذِرَاعا وينور لَهُ قَبره مثل لَيْلَة الْبَدْر أَتَدْرُونَ فيمَ نزلت هَذِه الْآيَة {فَإِن لَهُ معيشة ضنكا} قَالَ عَذَاب الْقَبْر وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّه ليسلط عَلَيْهِ تِسْعَة وَتسْعُونَ تنينا أَتَدْرُونَ مَا التنين تِسْعَة وَتسْعُونَ حَيَّة لكل حَيَّة مِنْهَا تِسْعَة رُؤُوس ينفخن فِي جِسْمه ويلسعنه ويخدشنه إِلَى يَوْم يبعثون
وَهَذَا لِأَن من عَاد من بني آدم إِلَى الأَرْض بعد الْمَوْت وَقد وضع الله تَعَالَى وزره فَلَا سَبِيل للْأَرْض عَلَيْهِ لِأَنَّهُ نَفسه قد طهرت من الدنس فَإِذا عَاد جسده إِلَى الأَرْض الَّتِي مِنْهَا ابتدئت مَعَ نور الْإِيمَان وَنور الطَّاعَات فَذَاك جَسَد أشرف وَأعظم خطرا من أَن تضمه الأَرْض وتضغطه فَإِن هَذَا الْجَسَد صَار فِي مرتبَة أعظم من مرتبَة الأَرْض من منن الله تَعَالَى فِيهَا وطاعته لَا تشبه طَاعَة الأَرْض لِأَن نفس الأَرْض مجبورة وَنَفس الْآدَمِيّ مَفْتُونَة بالشهوات فَلَيْسَتْ طَاعَة شَيْء من خلق الله تشبه طَاعَة الْآدَمِيّ لِأَنَّهُ يُخرجهُ من بَين شهوات ووساوس وعجائب