وَأما الْخَبَر الَّذِي يلقِي إِلَيْهِ من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مثل مَا روى ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ رجل إِلَى عمر وَهُوَ عِنْد أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ لَا حَاجَة لنا برؤياك فَقَالَ أَبُو بكر هَات قَالَ رَأَيْت كَأَن النَّاس قد حشروا فكأنك قرعت النَّاس بِثَلَاث بسطات قلت بِأَيّ شَيْء قرع عمر النَّاس بِثَلَاث بسطات قَالَ بِأَنَّهُ يكون خَليفَة وَأَنه لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم وَأَنه يقتل شَهِيدا فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ أضغاث أَحْلَام لَا حَاجَة لنا برؤياك قَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ رَأَيْت خيرا وَخيرا يكون فَلَمَّا أَتَى عمر رَضِي الله عَنهُ الشَّام وبصر بِالرجلِ قَالَ عَليّ بِالرجلِ وَقَالَ أَنْت صَاحب الرُّؤْيَا قَالَ وَمَا تصنع برؤياي وَمَا تنتهرني حَتَّى أَنِّي قد جِئْت بِأَمْر قَالَ قصها قَالَ رَأَيْت كَأَن النَّاس يحشرون فرأيتك قرعت النَّاس بِثَلَاث بسطات فَقلت بِأَيّ شَيْء قرع عمر النَّاس بِثَلَاث بسطات قَالَ بِأَنَّهُ يكون خَليفَة قَالَ فقد كَانَت نسْأَل الله خَيرهَا ونعوذ بِاللَّه من شَرها قَالَ وَبِأَنَّهُ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم قَالَ إِنِّي أَرْجُو من الله أَن يكون كَذَلِك أَو أَن يعلم الله ذَلِك مني قَالَ وَبِأَن تقتل شَهِيدا قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ أما الشَّهَادَة فَأَنِّي الشَّهَادَة ثمَّ قَالَ بلَى يَأْتِي الله بِكَافِر فينقرني نقر الديك فيكرمني الله بهوانه ويهينه بكرامتي
وَكَأن شَأْن الرُّؤْيَا عَظِيما عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه رُوِيَ عَن سفينة قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى الصُّبْح أقبل على أَصْحَابه قَالَ أَيّكُم رأى اللَّيْلَة رُؤْيا فَقَالَ ذَات يَوْم ذَلِك فَقَالَ رجل أَنا يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن ميزانا دُلي من السَّمَاء فَوضعت فِي كفة الْمِيزَان وَوضع أَبُو بكر فِي كفة فرجحت بِأبي بكر ثمَّ رفعت وَترك أَبُو بكر ثمَّ جِيءَ بعمر فَوضع فِي الكفة الْأُخْرَى فرجح أَبُو بكر بعمر ثمَّ رفع أَبُو بكر وَترك عمر حَتَّى جِيءَ بعثمان فَوضع فِي الكفة الْأُخْرَى فرجح عمر