سيدا لجَمِيع ولد آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَأنزل عَلَيْهِ كتابا مهيمنا على الْكتب أجمل فِيهِ التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَاخْتصرَ لَهُ الْكَلم وزاده الْمفصل وفاتحة الْكتاب وَآيَة الْكُرْسِيّ وخاتمة سُورَة الْبَقَرَة من كنزه الَّذِي ادخره لهَذِهِ الْأمة ووصفهم فِي التَّوْرَاة بمحاسنهم لبني إِسْرَائِيل من قبل أَن يخلقهم بآلاف من السنين ولعيسى عَلَيْهِ السَّلَام ولقومه فِي الْإِنْجِيل حَتَّى رُوِيَ فِي الحَدِيث أَن أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمون فِي التَّوْرَاة صفوة الرَّحْمَن وَفِي الْإِنْجِيل حكماء عُلَمَاء أبرار أتقياء كَأَنَّهُمْ من الْفِقْه أَنْبيَاء

وَقَالَ عز وَجل فِي الْقُرْآن الْكَرِيم {ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا} الْآيَة تَصْدِيقًا لما فِي التَّوْرَاة صفوة الرَّحْمَن وَقَالَ {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس} وَقَالَ عز وَجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا} أَي عدلا لتكونا شُهَدَاء على النَّاس

أَي شُهَدَاء للرسل بالبلاغ عِنْدَمَا تجحد الْأُمَم تَبْلِيغ الرُّسُل عَلَيْهِم السَّلَام رسالات الله تَعَالَى فَتشهد هَذِه الْأمة لنوح عَلَيْهِ السَّلَام فَمن دونه رَسُولا رَسُولا أَنهم أَدّوا الرسَالَة فَيحكم الله تَعَالَى بِشَهَادَتِهِم على سَائِر الْأُمَم ويتخلص الرُّسُل عَلَيْهِم السَّلَام من أَمَانَة الرسَالَة وَذَلِكَ بعد مَا يعدلهم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا}

فَتكون شَهَادَة أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ مَقْبُولَة على جَمِيع الْأُمَم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015