الْمُؤمن وجدت فِي التَّوْرَاة الْمُؤمن الَّذِي إِلَى الْإِسْلَام هدي وبالاقرار بدي ظَاهر الْإِيمَان بدنه على الْإِيمَان بني وَذَلِكَ أَنه عَالم بِالْعلمِ نَاطِق بالحلم صَادِق بالفهم ورع عَن الْحَرَام بَين الْإِعْلَام كثير السَّلَام لين الْجَانِب قريب الْمَعْرُوف سريع الرضاء بعيد السخط يعلم إِذا فهم وَإِذا علم علم ويكف إِذا شتم إِن صحبته تسلم وَإِن شاركته تغنم وَإِن فارقته تندم وَإِن سَمِعت مِنْهُ تتعلم كثير الْوَقار مكرم للْجَار مُطِيع للجبار قلبه بِمَعْرِِفَة الله زَاهِر وَلسَانه بِذكر الله غازر وبدنه فِي طَاعَة الله ساهر فَهُوَ من نَفسه فِي تَعب وَالنَّاس مِنْهُ فِي أرب فَمثله كَمثل المَاء لِأَن المَاء حَيَاة الْأَشْيَاء كلهَا فكمال الْمُؤمن الرضى وَعَمله التَّقْوَى مبغض للدنيا قَلِيل المنى صَادِق اللِّسَان صابر الْبدن قَانِع الْقلب أَن ائْتمن أَمَانَة أَدَّاهَا وَإِن ائْتمن هُوَ غَيره لم يتهم أَب للْيَتِيم وللأرملة رَحِيم وَإِلَى الْجنَّة مشتاق وبالوالدين غير عَاق لَهُ علم يرضى وعقل ينمى كَلَامه مَنْفَعَة وجواره رفْعَة إِن استكتمته كتم وَإِن استطعمته أطْعم جواد لله بالعطاء وَلِلنَّاسِ بِحسن الْخلق والرضى إِن اسْتقْرض أدّى وَإِن سُئِلَ أعْطى إِن كَانَ فَوْقك اتضع وَإِن كَانَ دُونك اعتدل فَمثله كَمثل شَجَرَة ثَبت أَصْلهَا وجاد فرعها وَكثر ثَمَرهَا فَهُوَ من رَآهَا رغب فِيهَا لَا يَأْخُذ شَيْئا إِن أَخذ رِيَاء وَلَا يتْركهُ إِن تَركه حَيَاء بل أَخذه لله تَعَالَى سالما وَتَركه لله تَعَالَى غانما محاسب نَفسه نَاظر فِي عيوبه مستعرض لعمله إِن كَانَ محسنا يخَاف على نَفسه أَن لَا يقبل مِنْهُ وَإِن كَانَ مقصرا يخْشَى أَن لَا يغْفر لَهُ وَإِن كَانَ فَاضلا كَانَ شاكرا لَا يظلم وَلَا يَأْثَم وَلَا يتَكَلَّف لين تَدْبيره كثير عمله قَلِيل ذلله سهل أمره
عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَرع سيد الْعَمَل من لم يكن لَهُ ورع يردهُ عَن مَعْصِيّة الله تَعَالَى إِذا خلا بهَا لم يعبأ الله بِسَائِر عمله شَيْئا
فَذَلِك مَخَافَة الله تَعَالَى فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة والاقتصاد فِي الْفقر والغنى