فَقَالَ لمن هَذَا قيل لرجل من الْحَبَشَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله سيق من أرضه وسمائه حَتَّى دفن فِي التربة الَّتِي مِنْهَا خلق
وَرُوِيَ أَن الأَرْض عجت إِلَى رَبهَا تَعَالَى لما أخذت تربة آدم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهَا فَقَالَ لَهَا إِنِّي سأرده إِلَيْك فَإِذا مَاتَ دفن فِي الْبقْعَة الَّتِي مِنْهَا تربته
وَإِنَّمَا صَارَت وَدِيعَة عِنْدهَا حَتَّى تَقول يَوْمئِذٍ رب هَذَا عَبدك مَا استدعتني لإنها عبدت رَبهَا فالعبودة وَدِيعَة فِي الأَرْض حَتَّى يبْعَث للثَّواب فَيكون الْحق عز وَجل أَحَق بِهِ من الأَرْض لِأَنَّهُ كَانَ وَالِي الْحق وَنَصره فَصَارَ الْحق أملك بِهِ فَأَعَادَهُ سويا وَسلمهُ إِلَى الْحق ليعيده إِلَى دَار السَّلَام أَو عبد جحد العبودة فَهُوَ مسجون فِي بطن الأَرْض للحق عِنْده تبعة وطلبة حَتَّى يبْعَث للعقاب فَيكون الْحق أَحَق بِهِ من الأَرْض وَهُوَ خَصمه وَله فِيمَا لَدَيْهِ طلبة وتبعة فَإِن الله تَعَالَى لم يخلق جسده لعبا إِنَّمَا خلقه للحق وبالحق
وَفِي الحَدِيث أَن الْملك الْمُوكل بالأرحام يَأْخُذ النُّطْفَة من الرَّحِم فَيَضَعهَا على كَفه ثمَّ يَقُول يَا رب مخلقة أَو غير مخلقة فَإِن قَالَ مخلقة قَالَ يَا رب مَا الرزق مَا الْأَثر مَا الْأَجَل فَيُقَال أنظر فِي أم الْكتاب فَينْظر فِي اللَّوْح فيجد فِيهِ رزقه وأثره وأجله وَعَمله ثمَّ يَأْخُذ التُّرَاب الَّذِي يدْفن فِي بقعته فيعجن بِهِ نطفته فَذَلِك قَوْله الْكَرِيم {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم}
عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن النُّطْفَة إِذا اسْتَقَرَّتْ من الرَّحِم أَخذهَا الْملك بكفيه فَقَالَ أَي رب أمخلقة أم غير مخلقة فَإِن قَالَ غير مخلقة لم تكن نسمَة وقذفتها الْأَرْحَام دَمًا وَإِن قَالَ