أفيحسب عَاقل أَن عليا رَضِي الله عَنهُ جهل هَذَا الْأَمر حَتَّى أجهد صبيانا صغَارًا من أَبنَاء خمس أَو سِتّ على جوع ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها حَتَّى تضرروا من الْجُوع وَغَارَتْ الْعُيُون فيهم لخلاء أَجْوَافهم حَتَّى أبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بهم من الْجهد هَب أَنه آثر على نَفسه هَذَا السَّائِل فَهَل كَانَ يجوز لَهُ أَن يحمل على أطفاله جوع ثَلَاثَة أَيَّام بلياليهن مَا يروج هَذَا إِلَّا على حمقى جهال أَبى الله لقلوب منتبهة أَن تظن بعلي رَضِي الله عَنهُ مثل هَذَا وليت شعري من حفظ هَذِه الأبيات كل لَيْلَة عَن عَليّ وَفَاطِمَة رضوَان الله عَلَيْهِمَا وَإجَابَة كل مِنْهُمَا صَاحبه حَتَّى أَدَّاهُ إِلَى هَؤُلَاءِ الروَاة فَهَذَا وأشباهه عامتها مفتعلة

وَمِمَّا يُنكره المحقون مَا يرْوى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن فِي سنة مِائَتَيْنِ يكون كَذَا وَفِي الْعشْرين والمائتين كَذَا وَفِي الثَّلَاثِينَ كَذَا وَفِي الْأَرْبَعين كَذَا وَفِي الْخمسين كَذَا وَفِي السِّتين والمائتين تعكف الشَّمْس سَاعَة فَيَمُوت نصف الْجِنّ وَالْإِنْس فَهَل كَانَ كَذَا وَقد مَضَت هَذِه الْمدَّة وعكوف الشَّمْس لَا يَخْلُو مِنْهُ بلد فِي شَرق أَو غرب وَدلَالَة أُخْرَى وَهُوَ أَن التَّارِيخ لم يكن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا وضعوه على عهد عمر رَضِي الله عَنهُ

عَن مَيْمُون بن مهْرَان قَالَ رفع إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ صك مَحَله شعْبَان فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ أَي شعْبَان هَذَا الَّذِي هُوَ آتٍ أَو هُوَ الَّذِي نَحن فِيهِ ثمَّ قَالَ لأَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَعُوا للنَّاس تَارِيخا فَقَالَ بَعضهم اكتبوا على تَارِيخ الرّوم فَقيل إِنَّهُم يَكْتُبُونَ من عِنْد ذِي القرنين وَهَذَا يطول وَقَالَ بَعضهم اكتبوا على تَارِيخ الْفرس فَقيل إِن الْفرس كلما كَانَ ملك أرخ من قبله فَاجْتمع رَأْيهمْ أَن ينْظرُوا كم أَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ فوجدوه عشر سِنِين فَكتب التَّارِيخ من هِجْرَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015