وَالنَّفس من الظلمَة والضيق لِأَن النَّفس بشهواتها فِي ظلمَة وَالْقلب فِي تِلْكَ الظُّلُمَات قد أحاطت بِهِ فالسائر إِلَى مدعاة فِي ظلمَة يشْتَد عَلَيْهِ السّير ويضيق صَدره لما يتخوف فِي الطَّرِيق من المهاوي والمخاوف فَإِذا أَضَاء لَهُ الصُّبْح انفقأت الظلمَة ووضح الطَّرِيق وزالت المخاوف فَكَذَلِك السائر بِقَلْبِه فِي شَرِيعَة الْإِسْلَام إِلَى الله تَعَالَى إِذا كَانَ قلبه فِي ظلمَة شهواته وهواه هُوَ بِهَذِهِ الصّفة وَإِذا أشرق نور الْيَقِين فِي صَدره استراح الْقلب فَهَذِهِ صفة الْحلم فَهُوَ وَزِير الْمُؤمن يوازره على أَمر الله تَعَالَى وَإِذا لم يكن حلم ضَاقَتْ النَّفس وَانْفَرَدَ الْقلب بِلَا وَزِير
وَالْعقل دَلِيله يدله على مراشد الْأُمُور ويبصره غيها ويهديه لمحاسنها ويزجره عَن مساوئها وَخلق الله عز وَجل الْعقل فَقَالَ وَعِزَّتِي مَا خلقت خلقا أحب إِلَيّ مِنْك فبك آخذ وَبِك أعطي وَإِيَّاك أعاتب وَلَك الثَّوَاب وَعَلَيْك الْعقَاب