غَرِيب فحديثهم نجوى وَإِن جهروا فِيمَا بَينهم وَإِذا كَانُوا ثَلَاثَة وَفِيهِمْ غَرِيب فَلَيْسَ حَدِيثهمْ بنجوى وَإِن أسروه قَالَ الله تَعَالَى فَلَمَّا استيئسوا مِنْهُ خلصوا نجيا
وَأهل النَّجْوَى إِذا اجْتَمعُوا نجيا فكأنهم فِي ستر أَو وَطن فَكَمَا يجب الاسْتِئْذَان فِي الدُّخُول عَلَيْهِم فِي أوطانهم فَكَذَلِك يجب الاسْتِئْذَان فِي الْجُلُوس إِلَيْهِم فَإِن ذَلِك أَذَى لَهُم وَقطع عَلَيْهِم وهتك لسترهم وَهَذَا كُله لعظم حُرْمَة الْمُؤمن وتجنب أَذَاهُ وَإِذا كَانَ وَحده فَفِيهِ سَعَة لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ سر يطلع عَلَيْهِ وَلَكِن يحِق على الْوَرع أَن يتحين الْوَقْت وَالْحَال وَأَن يتَجَنَّب التثقيل
قَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ رَحمَه الله من أَمن الثّقل ثقل
وَقَالَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله عَن حَمَّاد من خَافَ أَن يكون ثقيلا فَلَيْسَ بثقيل
قَالَ مُغيرَة لقد نهى الله تَعَالَى عَن التثقيل فِي قَوْله الْكَرِيم {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا وَلَا مستأنسين لحَدِيث}
إِلَى قَوْله وَالله لَا يستحي من الْحق
وَهَذِه الْآيَة نزلت فِي بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسبها زَيْنَب رَضِي الله عَنْهَا تزوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا فَلَمَّا أطْعمهُم أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَخْلُو بأَهْله فقعدوا بعد الطَّعَام