السَّلَام سَاعَة من مقَالَة السَّائِل بِوَجْه الله فأفاق ثمَّ قَالَ أَيهَا السَّائِل سَأَلتنِي بِوَجْه الله لَا أَدْرِي مَا أكافئك بِهِ وَلَيْسَ من الْأَشْيَاء أكْرم عَليّ شَيْء من نَفسِي فقد بذلتك نَفسِي بعزة وَجه الله فدونك فبعها وانتفع بِثمنِهَا
فَذهب بِهِ السَّائِل فعرضه على البيع فَبَاعَهُ من رجل غَنِي يُقَال لَهُ ساحم بن أَرقم فَذهب بِهِ إِلَى منزله وَله بُسْتَان صَغِير فِي دَاره بجنبها جبل كَبِير فَدفع المسحاة إِلَيْهِ وَأمره أَن ينحت شَيْئا من ذَلِك الْجَبَل الَّذِي فِي الْبُسْتَان قدر مَا يغْرس فِيهِ شَيْئا وَغَابَ ساحم إِلَى حَاجته وَأَقْبل الْخضر على النحت من ذَلِك الْجَبَل فَأَبْطَأَ مَوْلَاهُ فِي حَاجته فجَاء إِلَى بَيته ممسيا فَقَالَ لمن فِي الْبَيْت أطعمْتُم هَذَا الْغُلَام قَالُوا أَيّمَا غُلَام قَالَ الَّذِي اشْتَرَيْته الْيَوْم وَجَعَلته فِي الْبُسْتَان قَالُوا لَا علم لنا بِهِ فَاسْتَرْجع وَأخذ الطَّعَام وَدخل عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ فرغ من ذَلِك الْجَبَل وَهَذِه وَذَلِكَ الْجَبَل فَرسَخ فِي فَرسَخ قد سوى فِي ذَلِك الْبُسْتَان وَأَصْلحهُ وَفرغ مِنْهُ وَقَامَ إِلَى الصَّلَاة فَنظر ساحم إِلَى أَمر عَظِيم وَفرغ من ذَلِك فتعجب وَكَاد يغشى عَلَيْهِ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ أَنا عَبدك قَالَ نعم فَمَا قصتك وَمَا جنسك وَمِمَّنْ أَنْت قَالَ أما الْقِصَّة فعبد بيع وَآخر اشْترى وَأما الْجِنْس فَمن آدم عَلَيْهِ السَّلَام وآدَم من تُرَاب قَالَ فَمن أَيْن لَك هَذِه الْقُوَّة الَّتِي أرى قَالَ من الله قَالَ فأسألك بِوَجْه الله لما صدقتني من أَنْت فَغشيَ على الْخضر وَسقط سَاعَة مغشيا عَلَيْهِ
فَلَمَّا أَفَاق قَالَ أَنا الْخضر المذنب فَغشيَ على ساحم سَاعَة علم أَنه الْخضر فأفاق ثمَّ غشي عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَهُوَ يَقُول سُبْحَانَ خَالق النُّور أعتقت عَبدك ووليك وحبيبك وصفيك خضر لوجهك وَأَسْأَلك التَّوْبَة مِمَّا كَانَ من استعمالي إِيَّاه فَسجدَ الْخضر سَجْدَة وَهُوَ يَقُول يَا رب بِوَجْهِك بذلت نَفسِي وبوجهك أَقرَرت بِالرّقِّ وبوجهك بِعْت رقبتي وبوجهك رددت إِلَيّ نَفسِي فَمن الَّذِي رجاك فخيبته وَمن الَّذِي خافك فَلم