{إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا} أمتِي وَرب الْكَعْبَة مرَّتَيْنِ أوثلاثا

فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله مَا ذكرك بِهَذِهِ الْآيَة

قَالَ إِن الْيَهُود قَالُوا رَبنَا الله فَلم يستقيموا فَقَالُوا فِي عُزَيْر عَلَيْهِ السَّلَام مَا قَالُوا وَإِن النَّصَارَى قَالُوا رَبنَا الله فَلم يستقيموا فَقَالُوا فِي الْمَسِيح مَا قَالُوا وَإِن أمتِي قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا فَلم يشركوا

قَالَ أَبُو عبد الله الاسْتقَامَة اسْم لفعل وَلكُل فعل حدان فحد مِنْهُ مبتدأه وَالْحَد الآخر منتهاه فالاستقامة مبتدأها انتصاب الْقلب لله تَعَالَى رقا وتذللا وإلقاء باليدين سلما فَهَذَا أول العبودة ومبتدأ الاسْتقَامَة ثمَّ قد يروغ يَمِينا وَشمَالًا عَن الانتصاب لله تذللا وخشعة ويناله تجبر الْكِبْرِيَاء ثمَّ يَتُوب وَيرجع إِلَى الله تَعَالَى وَيعود إِلَى مقَامه من التذلل وَالرّق وَيصير إِلَى الاسْتقَامَة فِي مقَامه فَلَا يزَال هَذَا دأبه مرّة هَكَذَا وَمرَّة هَكَذَا يقطع عمره على هَذِه الصّفة فيختم لَهُ بِإِحْدَى المنزلتين وَمن أيد فِي الاسْتقَامَة حَتَّى يمر إِلَى الله تَعَالَى وَلَا يروغ فِي سيره يَمِينا وَشمَالًا فَإِذا وصل إِلَى الله فقد ذهب الروغان واستقام على الْبَاب بعد موت شهواته فَهَذَا مُنْتَهى الاسْتقَامَة وَرَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن سَائِلًا يسألني عَن قَوْله تَعَالَى {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا} فَأَرَدْت أَن أُجِيبهُ بِمَا عِنْدِي من ظَاهر الْعلم فرأيتي قبالتي شخصا بِيَدِهِ صحيفَة يُقَابل بهَا وَجْهي مَكْتُوب فِيهَا {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا} أَي اشتاقوا إِلَى لِقَائِه ثمَّ انْتَبَهت فَقلت فِي نَفسِي هَذَا عين التَّفْسِير

وَإِذا نزل العَبْد منزلَة المشتاقين فنهمته وشهوته اللحوق بربه فقلبه بِالْبَابِ عاكف والعاكف لَا تَزُول استقامته فَالنَّاس فِيمَا بَين الحَدِيث من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015