غَيره فاستقام وَلم يدهش وَلم تصبه الْحيرَة فِي أمره كَانَ يَوْمئِذٍ مردودا عَلَيْهِ ذَلِك الْعقل فَإِذا استقبله هول فتاني الْقَبْر لم يدهش وَلم يتحير وَمن كَانَ عقله الْيَوْم مَا إِذا حل بِهِ شَيْء من ذَلِك الْوَجْه دهش وتحير وَلم يثبت على الإستقامة حَتَّى مَال كَانَ إِذا إستقبله هول فتاني الْقَبْر هُنَاكَ مثل ذَلِك وان الله تَعَالَى يلطف لعَبْدِهِ الْمُؤمن وينصره ويثبته فِي الْأَحَايِين كلهَا قَالَ عز من قَائِل {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} فعلى قدر ثباته فِي الدُّنْيَا يكون ثباته فِي الْقَبْر

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر حَدِيث الصُّور فَقَالَ فِي آخر ذَلِك بقول الله تَعَالَى لملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام من بَقِي فَيَقُول بقيت أَنْت الْحَيّ القيوم الَّذِي لَا يَمُوت وَبَقِي عَبدك ملك الْمَوْت فَيَقُول يَا ملك الْمَوْت أَنْت خلق من خلقي خلقتك لما ترى فقد مَاتَ الْخلق كلهم فمت ثمَّ لَا تحيى أبدا

وَقد امتننع كثير من الروَاة من رِوَايَة هَذَا الْحَرْف ثمَّ لَا تحيى أبدا وهاب هَذِه الْكَلِمَة وَذَلِكَ مبلغ علمه فَنَظَرْنَا فِي هَذَا الْحَرْف فَوَجَدنَا أَن الله تَعَالَى يحب الْمُؤمن وَمن حبه إِيَّاه رزقه الْإِيمَان والمعرفة فقمن أَن يتْرك إحْيَاء ملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام كَرَامَة للْمُؤْمِنين فَإِن كل من لَقِي من أحد شدَّة ثقل عَلَيْهِ النّظر إِلَيْهِ فَكيف بِمن قَتله وَقطع روحه من كل مفصل حَتَّى نَزعه أَلا ترى أَنه كَانَ يَأْتِيهم عيَانًا فَشَتَمُوهُ وآذوه فَشَكا إِلَى الله عز وَجل فصير أَمر فِي خَفَاء وهيأ لَهُم الْأَسْبَاب من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015