عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله خلق الْخلق فِي ظلمَة ثمَّ رش عَلَيْهِم من نوره فَمن أَصَابَهُ من ذَلِك النُّور اهْتَدَى وَمن أخطأه ضل

وَعَن عبد الله بن الديلمي قَالَ قلت لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ بلغنَا أَنَّك تَقول جف الْقَلَم بِمَا هُوَ كَائِن قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الله خلق خلقه ثمَّ جعلهم فِي ظلمَة ثمَّ أَخذ من نوره مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِم فَأصَاب النُّور من شَاءَ الله أَن يُصِيبهُ وَأَخْطَأ من شَاءَ الله أَن يخطئه فَمن أَصَابَهُ النُّور يَوْمئِذٍ اهْتَدَى وَمن أخطأه ضل فَلذَلِك مَا أَقُول جف الْقَلَم بِمَا هُوَ كَائِن

قَالَ أَبُو عبد الله رَضِي الله عَنهُ فَيوم الْمَقَادِير خلقهمْ وهم كَالنُّجُومِ الذَّرَارِي ثمَّ سلبهم الضَّوْء ووضعهم فِي ترابية التربة الَّتِي أَرَادَ مِنْهَا إنْشَاء خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَقد طمس ضوءهم فلبثوا فِي تِلْكَ الظلمَة مَلِيًّا إِلَى أَن مضى من الْمدَّة مِقْدَار خمسين ألف سنة أَو نَحوه فصاروا فِي طول ذَلِك اللّّبْث فِي تِلْكَ الظلمَة ثَلَاثَة أَصْنَاف فصنف مِنْهُم زعم أَن الَّذِي ملكنا لم يدم ملكه فعجز عَنهُ وَلَو لم يكن كَذَلِك لم يتركنا هَهُنَا كالمنسي وَقَالَ الصِّنْف الآخر تركنَا هَهُنَا فَنحْن نَنْتَظِر مَا يكون وَمَا يظْهر لنا من أمره فَالْأول كفر وَالثَّانِي نفاق وَشك وَقَالَ الصِّنْف الثَّالِث تركنَا هَهُنَا وَهُوَ دَائِم وَنحن لَهُ يجعلنا حَيْثُ يَشَاء فَأَما الصِّنْف الأول لما تكلمُوا بِمَا ذكرنَا صَارَت تِلْكَ الترابية فِي أَفْوَاههم وَقَالَ لَهُم مَا الَّذِي رَأَيْتُمْ مني حَتَّى نسبتموني إِلَى الْعَجز وَانْقِطَاع الْملك فَصَارَت هَذِه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015