جامع حسن منفرد تقام فيه الخطبة والجمعة والأسواق الكثيرة من كل ما يطلب، ولها وال يستقلّ بها.
وفي سنة 16 أدرب «1» خالد وعياض بن غنم. وهي أول مدربة كانت في الإسلام.
ورجع خالد من مدربته، وأتته الإمارة من عمر رضي الله عنه على قنسرين. فأقام خالد أميرا من تحت يده، أبا عبيدة، عليها إلى سنة 17.
في سنة 17 عزل خالد عن قنّسرين لأنه تدلّك بدرديّ «2» الخمر وأسرف بإجازة الأشعث بن قيس.
أقول: أرى أن عزله كان من الخليفة سياسة، حينما رأى القلوب تميل إليه لشجاعته ودرايته وسخائه فخشي أن يستولي على أهواء الناس فتميل قلوبهم لاستخلافه فيحدث ما لا تحمد عقباه.
على أن ما أراه كاد يكون صريحا في كلام أمير المؤمنين حيث قال له مستعطفا: «يا خالد إنك عليّ لكريم وأنت إليّ لحبيب» . وكتب إلى الأمصار: «إني لم أعزل خالدا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فخّموه وفتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وألّا يكونوا بعرض فتنة» . اه.
كيف يكون عزله مسببا عن التدلّك بالدّرديّ؟ وهو جائز شرعا، وعن توسعه بإجازة الأشعث، وأمير المؤمنين يعلم أن ذلك من ماله وأن خالدا في منزلة من العفاف تجعله بعيدا عن الغلول، وعزة نفسه وتمسّكه في دينه يأبيان عليه أن يكون غالّا.