للباطل دماغ حتى يدمغ، وقوله: {واشتعل الرأس شيبا} والرأس لا يشتعل بالشيب، وقوله: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} والسلخ إنما هو حقيقة في نزع الجلد، وقوله: {لهدمت صوامع وبيع وصلاوات} والصلاوات لا تهدم، وقوله: {ولكم في القصاص حياة} وليس في نفسه الحياة بل الموت وإنما الحياة في شرعيته، وقوله: {أحاط بهم سرادقها} و {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}. وأمثالها متجاوزة حد الإحصاء.
واحتج المخالف بوجوه:-
أحدها: ما ذكر في المسألة السابقة وقد عرف جوابه ثمه أيضا.
وثانيها: أن المجاز ركيك من الكلام لا يصار إليه إلا عند العجز عن الحقيقة، والعجز على الله محال.
ثالثها: لو كان في كلامه مجاز واستعارة لوصف بكونه متجوزا ومستعيرا، وهو باطل وفاقا.
ورابعها: كلام الله حق فله حقيقة فلا يكون مجازا، لأن ما له حقيقة لا يكون مجازا.