{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة {، وإذا كان كذلك يصلح بيانا لنجاتهم.
لا يقال: إن ما ذكرتم من قصة نوح عليه السلام ليس من قبيل تخصيص العام، لأنه إذا لم يكن ولده من أهله لقوله تعالى:} إنه ليس من أهلك {، "لم يكن قوله وأهلك متناولا له فلم يمكن خروجه عن مقتضاه تخصيصا له، لأنا نقول: ليس معنى قوله:} إنه ليس من أهلك {أنه ليس مما يصدق عليه الاسم من حيث الوضع كما قال: البليد ليس من الحمار بالمعنى المذكور، بل معناه إن شاء الله تعالى أنه ليس من أهلك" في الحقيقة، وإن كان هو في الظاهر معدودا من أهلك، وهذا كما يقال: لمن يشاققك ويخالفك من أولادك: أنه ليس من أولادك، لأن ما هو المطلوب من الشيء إذا لم يكن فيه كان وجوده كعدمه، أو أنه ليس من أهلك الموعودين بالنجاة.
إذ النجاة كانت موعودة للمؤمنين لا غير، وهذا على قراءة من قرأ: (إنه