بالخندق من كل وجه، ووجّهوا نحو خيمته كتيبة عظيمة فيها خالد بن الوليد، فقاتلوهم يومئذ إلى هويّ (?) الليل حتّى كشفهم الله وتفرقوا، وشغل المصطفى عن العصرين (?) والعشاءين، فأقام لكلّ إقامة، وقال: «شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قلوبهم نارا» (?) . ولم يكن لهم بعد ذلك قتال جميعا، وتفرّق الأحزاب بتخذيل نعيم بن مسعود الأشجعى الذى أتى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسلما، ولم يعلم قومه، وأمره صلّى الله عليه وسلّم بالتخذيل، حيث قال له: «خذّل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة (?) (بفتح الحاء وسكون الدال أى ينقضى أمرها بالمخادعة) .

وقال ضرار بن الخطاب بن مرداس، أخو بنى محارب بن فهر في يوم الخندق، يمدح قومه، ويعتذر عن الهزيمة:

ومشفقة تظن بنا الظنونا ... وقد قدنا عرندسة طحونا (?)

كأنّ زهاءها أحد إذا ما ... بدت أركانه للناظرينا

ترى الأبدان فيها مسبغات ... على الأبطال واليلب (?) الحصينا

وجردا كالقداح مسوّمات ... نؤمّ بها الغواة الخاطئينا

كأنهم إذا صالوا وصلنا ... بباب الخندقين مصافحونا

أناس لا ترى فيهم رشيدا ... وقد قالوا: ألسنا راشدينا؟

وأحجرناهم شهرا كريشا (?) ... وكنّا فوقهم كالقاهرينا

نراوحهم ونغدو كل يوم ... عليهم في السلاح مدجّجينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015