وأذن للناس، فدخلوا وسلموا قياما ولم يجلس أحد، فلما خرجوا تمثل بقول الأول وهو الهذلى [1] :
وتجلّدى للشّامتين أريهمو ... أنّى لريب الدهو لا أتضعضع
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة [2] لا تنفع
ومات فى يومه.
وكان يتمثّل- وقد احتضر [3]-:
فهل من خالد إمّا هلكنا؟ ... وهل بالموت يا للنّاس عار؟
وروى محمد بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت الشافعىّ رضى الله عنه يقول: لمّا ثقل معاوية كان يزيد غائبا، فكتب إليه بحاله فلمّا أتاه الرسول أنشأ يقول:
جاء البريد بقرطاس يخبّ به [4] ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا: لك الويل! ماذا فى صحيفتكم ... قال: الخليفة أمسى مثبتا [5] وجعا