شوكتهم. فقال له معاوية: «أما علمت أنه قد بايع عليا أربعون ألفا على الموت؟ فو الله لا يقتلون حتّى يقتل أعدادهم من أهل الشام، وو الله ما فى العيش خير بعد ذلك» . فاصطلحا على ما ذكرناه.
وكان الحسن رضى الله عنه كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ابنى هذا سيّد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين [1] »
قال: ولما بايع الحسن معاوية كان أصحاب الحسن يقولون له:
يا عار المؤمنين. فيقول: العار خير من النار.
وروى أبو عمر بسنده [2] إلى أبى الغريف [3] قال: كنا فى مقدمة الحسن بن علىّ رضى الله عنهما على اثنى عشر ألفا بمسكن مستميتين، تقطر أسيافنا من الجدّ [4] والحرص على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمر طه [5] ، فلما جاءنا صلح الحسن كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ والحزن، فلما جاء الحسن رضى الله عنه الكوفة أتاه شيخ منّا يكنى أبا عامر سيفان بن ليلى، فقال: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. فقال: «لا تقل هذا يا أبا عامر، فإنى لم أذل المؤمنين، ولكنّى كرهت أن أقتلهم فى طلب الملك» .