وكان علىّ يقول بعد الفراغ من القتال:
إليك أشكو عجرى وبجرى [1] ... ومعشرا أعشوا [2] علىّ بصرى
قتلت منهم مضرى بمضرى ... شفيت نفسى وقتلت معشرى!
قال: ولمّا كان الليل أدخل محمد بن أبى بكر عائشة البصرة، فأنزلها فى دار عبد الله بن خلف الخزاعى [3]- وهى أعظم دار فى البصرة- على صفيّة بنت الحارث بن [طلحة بن] [4] أبى طلحة بن عبد العزّى، وهى أمّ طلحة الطّلحات بن عبد الله بن خلف.
وتسلّل الجرحى من بين القتلى فدخلوا البصرة.
وأقام علىّ بظاهر البصرة ثلاثا، وأذن للناس فى دفن موتاهم، فخرجوا إليهم فدفنوهم، وطاف علىّ فى القتلى، فلما أتى كعب بن سور قال: «أزعمتم [5] أنّما خرج معهم السفهاء وهذا الحبر قد ترون!»