الناس املكوا [أنفسكم، وكفّوا] [1] عن هؤلاء القوم أيديكم وألسنتكم، وإيّاكم أن تسبقونا، فإن المخصوم غدا من خصم اليوم» .
وبعث إليهم حكيم بن سلام [2] ومالك بن حبيب، يقول: إن كنتم على ما فارقتم [عليه] [3] القعقاع فكفّوا حتى ننزل فننظر فى هذا الأمر.
وخرج إليه الأحنف بن قيس وبنو سعد مشمّرين، قد منعوا حرقوص بن زهير وهم معتزلون. وكان الأحنف قد بايع عليّا بالمدينة بعد قتل عثمان، لأنه كان قد عاد من الحج فبايع [4] ، فلما قدم طلحة والزّبير اعتزل بالجلحاء ومعه زهاء ستة آلاف (والجلحاء من البصرة على فرسخين) فقال لعلىّ: إنّ قومنا بالبصرة يزعمون أنّك إن ظفرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم! قال: «ما مثلى يخاف هذا منه! وهل يحلّ هذا إلّا لمن تولّى وكفر [5] ؟ وهم قوم مسلمون.» قال: اختر منّى واحدة من اثنتين: إمّا أن أقاتل معك، وإمّا أن أكفّ عنك عشرة آلاف سيف. [قال: اكفف عنّا عشرة آلاف سيف.] [6] فرجع إلى الناس، فدلهم إلى القعود، ونادى: «يا آل خندف» ، فأجابه ناس، ثم نادى: «يا آل [7] تميم» ،