قال ابن سعد: وفد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلان من جعفىّ «1» ، وهما قيس بن سلمة بن شراحيل، وسلمة بن يزيد، وهما أخوان لأم، وأمهما مليكة بنت الحلو بن مالك، فأسلما فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بلغنى أنكم لا تأكلون القلب» وكانوا يحرّمون أكله، فقالا: نعم، قال: «فإنه لا يكمل إسلامكم إلا بأكله» ودعا بقلب فشوى، ثم ناوله سلمة فلما أخذه أرعدت يده فقال له: «كله» فأكله، وقال:
على أنّى أكلت القلب كرها ... وترعد حين مسّته بنانى
ثم قالا: يا رسول الله، إنّ أمّنا مليكة بنت الحلو كانت تفكّ العانى، وتطعم البائس، وترحم المسكين، وأنها ماتت وقد وأدت «2» بنية لها صغيرة، فما حالها،؟
قال: «الوائدة والموءودة فى النار «3» » فقاما مغضبين، فقال: «إلىّ فارجعا» فقال: «وأمّى مع أمّكما «4» » فأبيا ومضيا، وهما يقولان: والله إنّ رجلا أطعمنا