فلما كان بمكة أو قريبا منها، اعترضه بعض المشركين من قريش، فسأله عن أمره، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليسلم، فقال له:
يا أبا بصير إنه يحرّم الزّنى. فقال الأعشى له: والله إن ذلك لأمر مالى فيه من أرب. فقال: يا أبا بصير فإنه يحرّم الخمر. فقال: أمّا هذه فو الله إنّ فى النفس منها لعلالات «1» ، ولكنّى منصرف فأتروّى منها عامى هذا ثم آتيه فأسلم. فانصرف فمات من عامه ذلك، ولم يعد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال: وقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفد بنى تغلب «2» ، وهم ستة عشر رجلا مسلمين، ونصارى عليهم صلب الذّهب، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، فصالح صلّى الله عليه وسلّم النّصارى على أن يقرّهم على ذمّتهم «3» ، على ألّا يصبغوا أولادهم فى النّصرانية، وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم.
قالوا: قدم وفد بنى حنيفة «4» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهم بضعة عشر رجلا، فيهم رجّال «5» بن عنقوة، وسلمى بن حنظلة، وطلق بن علىّ بن قيس،