والدّم، عند نقرة الغراب الأعصم «1» ، عند قرية النمل «2» . قال «3» : فلما بيّن له شأنها، ودلّ على موضعها، وعرف أنه قد صدق، غدا بمعوله «4» ، ومعه ابنه الحارث، وليس «5» له يومئذ ولد غيره فحفر، فلمّا بدا لعبد المطّلب الطى «6» كبّر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطّلب، إنّها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقّا، فأشركنا معك فيها، قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من بينكم، قالوا له: فأنصفنا، فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، قال: فاجعلوا بينى وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهنة بنى سعد بن هذيم «7» ، قال نعم. وكانت بمعان «8» من أشراف الشّام فركب عبد المطّلب ومعه نفر من بنى أبيه من بنى عبد مناف، وركب «9» من كل قبيلة من قريش نفر