وقال آخر:
أصبحت مأسورا بغنج لحاظه ... ومقيّدا من صدغه بسلاسل.
حتّى بدا سيف العذار مجرّدا ... فخشيت منه، فقلت هذا قاتلى!
وقال آخر:
قالت: اسودّ عارضاك بشعر، ... وبه تقبح الوجوه الحسان!
قلت: أشعلت في فؤادى نارا، ... فعلى عارضىّ منه دخان!
وقال آخر:
قلت، وقد أبصرته مقبلا ... وقد بدا الشّعر على الخدّ:
صعود ذا النمل على خدّه ... يشهد أن الرّيق من شهد.
ومثله قول الآخر:
قالوا: التحى، فاصب إلى غيره! ... قلت لهم: لست إذا أسلو!
لو لم يكن من عسل ريقه، ... ما دبّ في عارضه النّمل.
وقال آخر:
عذاره أحسن ما فيه، ... وتيهه من أحسن التّيه.
فى فمه الشّهد، فلا تعجبوا ... إن دبّ نمل بعذاريه.
وقال آخر:
أصلى بنار الخدّ عنبر خاله ... فغدا العذار دخان ذاك العنبر.
وقال آخر (وقد تقدّم إيراده في صفاء الخدّ) .
أعد نظرا، فما في الخدّ نبت ... حماه الله من ريب المنون!
ولكن رقّ ماء الوجه حتّى ... أراك مثال أهداب الجفون.