فيستحيل ذلك الدّم المختنق الجامد مسكا ذكيّا بعد أن كان منتنا. ويقال: إن هذه الفأرة توجد فى بلاد الزّابج «1» وتحمل إلى السّند، وإن المسك يخرج من خصيتى ذكورها بالعصر، ومن ضروع إناثها بالحلب. ويقال: إن الفأر الفارسىّ أطيب ريحا من كل طيب، وربما ضاهى ريح المسك. وهو أجرد أشقر، شعره إلى الصّفرة، شديد كحل العينين، طويل الأذنين، قصير الذّنب.

*** وأما فأرة الإبل

- فليست بحيوان، وإنما هى رائحة تسطع من الإبل عند صدورها من الورد ينتجها طيب الرّعى. قال الشاعر «2» :

لها فأرة ذفراء «3» كلّ عشيّة ... كما فتق الكافور بالمسك فاتقه

*** وأمّا القراد وما قيل فيه

- فقد قالوا: أوّل ما يكون «قمقامة» «4» وهو الذى لا يكاد يرى من صغره، ثم يصير «حمنانة» ثم يصير «قرادا» ثم يصير «حلما» .

ويقال للقراد: «العلّ» و «الطّلح» و «القتين» و «البرام» و «القرشام» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015