وقال شرف الدّين بن عين وقد أهدى له بعض أصدقائه خروفا بعد ما مطله به:

أتانى خروف ما تشكّكت أنّه ... حليف جوى قد شفّه الهجر والمطل

إذا قام فى شمس الظهيرة خلته ... خيالا سرى فى ظلمة ماله ظلّ

فناشدته: ما تشتهى؟ قال: قتة ... وقاسمته «1» : ما شفّه؟ قال لى: الأكل

فأحضرتها خضراء مجّاجة الثرى ... منعّمة ما خصّ أطرافها فتل

وظلّ يراعيها بعين ضعيفة ... وينشدها والدّمع فى الخدّ منهلّ:

«أتت وحياض الموت بينى وبينها ... وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل»

وقال الحمدونىّ فى المعزى:

أبا سعيد لنا فى شاتك العبر ... جاءت وما إن بها بول ولا بعر

وكيف تبعر شاة عندكم مكثت ... طعامها الأبيضان: الشمس والقمر

لو أنّها أبصرت فى نومها علفا ... غنّت له ودموع العين تنحدر:

«يا مانعى لذّة الدنيا بما رحبت ... إنى ليقنعنى من وجهك النظر»

وقال أيضا:

ما أرى إن ذبحت شاة سعيد ... حاصلا فى يدىّ غير الإهاب

ليس إلّا عظامها، لو تراها ... قلت هذى أرازن «2» فى جراب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015