وقال آخر:
نفسى الفداء لغائب عن ناظرى ... ومحلّه فى القلب دون حجابه
لولا تمتّع مقلتى بلقائه ... لوهبتها لمبشّرى بكتابه
وقال آخر:
ورد الكتاب مبشّرا ... نفسى بأوقات «1» السرور
وفضضته فوجدته ... ليلا على صفحات نور
مثل السوالف والخدو «2» ... د البيض زينت بالشعور
أنزلته منّى بمنزلة ... القلوب من الصدور
وقال آخر فى كتاب عدم فلم يصل إليه:
نبّئت أنّ كتابا ... أرسلته مع رسول
ملأته منك طيبا ... فضاع قبل الوصول
فمن ذلك فى التنزيل قوله عزّ وجل: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.
وقوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى * ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى.