قال ابن أبى الإصبع: وما بما قلته فى هذا الباب من بأس، وهو:

بى «1» محنتان ملام فى هوى بهما ... رثى لى القاسيان الحبّ والحجر

لولا الشفيقان من أمنيّة وأسا «2» ... أودى بى المرديان الشوق والفكر

قال: ويحسن أن يسمى ما فى بيته مطرّف التوشيع، إذ وقع المثنّى فى أوّل كلّ بيت وآخره.

وأما الإغراق

- وهو فوق المبالغة ودون الغلوّ، ومن أمثلته قول ابن المعتزّ:

صببنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل

فموضع الإغراق من البيت قوله: ظالمين، يعنى أنها استفرغت جهدها فى العدو فما ضربناها إلا ظلما، فمن أجل ذلك خرجت من الوحشيّة إلى الطّيريّة؛ ولو لم يقل:

«ظالمين» لما حسن قوله: «فطارت» ولكنه بذكر الظلم صارت الاستعارة كأنها حقيقة، وقد عدّ من الإغراق لا المبالغة قول امرئ القيس:

تنوّرتها من أذرعات «3» وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالى.

وأما الغلوّ

- فمنهم من يجعله هو والإغراق شيئا واحدا، ومن شواهده قول مهلهل:

فلولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور «4»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015