وفاجع موت لا عدوّ يخافه ... فيبقى، ولا يبقى صديقا يجامله

وأىّ أخى عزّ [1] وذى جبرية ... ينابذه أو أىّ، رام يناضله

إذا ما جرى مجرى دم المرء حكمه ... وبثّت على طرق النفوس حبائله!

فلو شاء هذا الدهر أقصر شرّه ... كما أقصرت عنّا لهاه ونائله

سنشكوه إعلانا وسرّا ونيّة ... شكيّة من لا يستطيع يقاتله

فمن مبلغ عنّى ربيعة أنّه ... تقشّع طلّ الجود عنها ووابله

وأنّ الحجا منها استطارت صدوعه ... وأنّ الندى منها أصيبت مقاتله

مضى للزّيال القاسم الواهب اللهى ... ولو لم يزايلنا لكنّا نزايله

ولم يعلموا أنّ الزمان يريده ... بفجع ولا أنّ المنايا تراسله

ومنها:

طواه الردى طىّ الرّداء وغيبّت ... فضائله عن قومه وفواضله

طوى شيما كانت تروح وتغتدى ... وسائل من أعيت عليه وسائله

فيا عارضا للعرف أقلع مزنه ... ويا واديا للجود [2] جفّت مسايله

وقال يرثى محمد بن حميد وأخاه [3] قحطبة:

بأبى وغير أبى- وذاك قليل- ... ثاو عليه ثرى النّباج مهيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015