ولما توفي رحمه الله تعالى تحدّث مع السلطان فى ولاية القضاء، واعتنى عنده بقوم، ثم وقع الاختيار على القاضى برهان الدين [إبراهيم] المذكور بن القاضى كمال الدين أبى الحسن على بن القاضى بهاء الدين أحمد ابن الشيخ زين الدين على بن عبد الحق [1] ، فرسم بطلبه من دمشق، وكتب لنائب السلطنة بها، وتوجه البريد بذلك فى يوم الثلاثاء ثالث الشهر، وكان وصوله إلى القاهرة المحروسة فى يوم السبت السادس والعشرين من جمادى الآخرة، ومثل بين يدى السلطان، وفوض إليه القضاء، وما كان بيد القاضى شمس الدين الحريرى من المدارس والأوقاف، وخلع عليه وأنعم عليه ببغلة، وأنزل إلى المدرسة الصالحية بالقاهرة، وحكم فى بقية يومه، وجلس بدار العدل فى يوم الاثنين الثامن والعشرين من الشهر، وأجلس دون قاضى القضاة تقى الدين بن الأخنائى [2] المالكى على العادة القديمة.
وفى يوم السبت العاشر من شهر رجب عاد الأمير سيف الدين أطوجى [3] ورفيقه من جهة الملك أزبك صاحب صراى [4] والبلاد الشمالية، وصحبته رسل الملك أزبك، فمثلوا بين يدى السلطان، وأحضروا ما معهم من الهدايا والتقادم، وأدوا الرسالة، فشملهم الأنعام والخلع على عادة أمثالهم، وأنزلوا بالميدان، وتكرر حضورهم بين يدي السلطان، ثم أحضروا فى يوم الخميس حادى عشر شوال من السنة إلى مجلس السلطان، وعاد وخلع عليهم تشاريف طردوحش مذهّب، ورسم بعودهم إلى مرسلهم، فتوجهوا إلي ثغر الإسكندرية فى