وفى هذه السنة وصل إلى الأبواب السلطانية رسل الباب [2] ، وهو القائم ببلاد الفرنج مقام الخليفة، ورسل الملك فرنسيس، واسمه ديكردين فلب [3] ، ومثلوا بين يدى السلطان [4] ، وأحضروا ما معهم من التقادم، وكان مضمون رسالتهم سؤال السلطان أن يبرز أمره بالوصاة بالنصارى، وذكروا أن ببلاد الفرنج جماعة كثيرة من المسلمين، وأن السلطان إن أحسن إلى من فى مملكته من أهل الذمة النصارى أحسنوا إلى من ببلادهم من/ (253) المسلمين، فسمع السلطان رسالتهم، وقبل تقدمتهم، وأكرم وفادتهم، وأعادهم إلى مرسلهم، ولم يصل إلى الديار المصرية من جهة هذا الملك رسول من الأيام الصالحية النجمية إلى حين وصول هؤلاء/ الرسل الآن.
فى هذه السنة فى شهر ربيع الأول فوض قضاء القضاة بدمشق على مذهب الإمام «أحمد بن حنبل» لقاضى القضاة عزّ الدين محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سليمان الحنبلى [5] عوضا عن قاضى القضاة شمس الدين بن مسلم بحكم وفاته، كما تقدم، ووصل تقليده إلى دمشق فى يوم الخميس الثامن عشر من الشهر، وخلع عليه، وقرىء تقليده فى يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر، وجلس للحكم بالمدرسة الجوزية على عادة والده رحمه الله تعالى.