ذكر حفر الخليج الناصرى [1]

وفى هذه السنة أمر السلطان بحفر خليج مستجدّ سمى الخليج الناصرى عوضا عن خليج الذكر [2] ، وجعل فوهته من قبلى خليج// (200) الذكر، وتولى أمره نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون الناصرى، وولاه الأعمال البرانية، وابتدأ بحفره من فم البحر، ومر به على باب اللوق، ثم إلى بركة قرموط، واتصل الحفر إلى أن انتهى إلى الخليج الحاكمى، وبطل خليج الذكر، وسد فمه وبنى على هذا الخليج الناصرى عدة قناطر فى عدة أماكن منه، لسلوك المارة عليها فأنشأ القاضى فخر الدين ناظر الجيوش قنطرة عند فم الخليج بقرب البحر، وأنشأ الأمير سيف الدين قدودار [3] متولى القاهرة قنطرة عند باب اللوق، وأنشأ القاضى شمس الدين عبد الله غبريال قنطرة عند دائرة [4] بركة قرموط، وأمر السلطان بإنشاء قنطرة عند باب البحر بظاهر القاهرة، وأنشأ بعد ذلك فى سنة ست وعشرين الأمير سيف الدين بكتمر الحسامى- الحاجب كان- قنطرة فى أرض الطّبّالة خارج باب الشعرية، وأنشأ الأمير جمال الدين آقوش الأشرفى المعروف بنائب الكرك قنطرة قبلى قناطر الأوز عند اجتماع الخليجين الحاكمى والناصرى، وحصل بهذا الخليج نفع كثير، وجرى مدة طويلة بعد انقطاع الخليج الحاكمى، ثم نشف.

وفيها فى يوم الاثنين تاسع شهر ربيع الآخر ضرب عنق نصرانى تعرض إلى ذكر دين الإسلام، وأغض منه، وأصرّ على إظهار ذلك، فحكم قاضى القضاة تقى الدين بن الأخنائى المالكى [5] بإراقة دمه، وأنهى أمره إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015