فى اللحاق بهم، وقال: إنه إذا وصل إليهم تحيّل على استمالتهم إليه، فإن مالوا إليه، وإلا تحيل أن يسقى ابن الدوادار السم، فأذن له: فلما التحق بهم قالوا له: لا نقبلك ونتحقق نصحك إلا إذا نصبت المنجنيق على تعز، ورميتها به، وبالغت بالنصيحة للملك الظاهر، فراسل المجاهد فى ذلك، وقال له: إنهم لا يرضون منى إلا أن أرميك بالمنجنيق [1] ، فأذن له فى ذلك، فنصب عليه المنجنيق ورموه بها، وأزالوا ما بتعز من المناظر والمنازل.

قال القاضى تاج الدين: فأخبرنى المحقق للحال، أن الذى وصل إلى الحصن من الحجارة المنحوتة أربعة آلاف حجر، وحصل قتل كثير، وخربت تعز خرابا لا يتدارك، وخلت أكثر بيوتها، واستمر الحصار إلى ذى الحجة سنة أربع وعشرين وسبعمائة.

ولما اشتد الحصار على المجاهد، ورأى تألّب الناس عليه، وخروج البلاد عنه، راسل السلطان الملك الناصر [2] فى ذلك، واستغاث به، وتضرع إلى مراحمه، والتزم تحمل الأموال، والتحف والنفقة فى العساكر، فوصلت رسله إلى الأبواب السلطانية/ (188) وذلك فى سنة خمس وعشرين كما تقدم، فكان من تجهيز العساكر المصرية ما نذكره إن شاء الله تعالى.

قال: واتفق أن الأشراف كانوا قد استولوا على صنعاء بعد وفاة الملك المؤيد عند ما وقع الاختلاف بين الملكين باليمن، فلما علموا أن الصقرى ومن معه من المماليك استولوا على زبيد وبلاد تهامة، وأنهم مظهرون الطاعة للملك الظاهر بن الملك المنصور، مخالفون على المجاهد، وأنهم استقلوا بأموال البلاد لا يحملون منها إلى الظاهر شيئا، تحرك الأشراف عند ذلك، ونزلوا فى جمع كبير يقال إن عدتهم كانت خمسمائة فارس وكثير من الرجال، وراسلوا الأمير بهاء الدين بهادر الصقرى أن يعطيهم نصف بلاد تهامة، فقال: لا جواب لكم عندنا إلا السيف، فوقعت الحرب [3] بينهم على وادى سهام من عمل الكدراء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015