قولا لعمرو لا تكن ناسيا ... وسقّنى لا تحبسن كاسيا
واردد على الهيثم مثل الذى ... هجت به ويحك وسواسيا
وقل لساقينا على خلوة ... أدن كذا رأسك من راسيا
فبلغ ذلك المنصور، فقال: لا تعيدوه إليه أردنا أن نصلحه فأراد هو أن يفسده.
وهو عبد المؤمن بن عبد القدّوس بن شبث بن ربعىّ اليربوعىّ، حجّ به نصر بن سيّار فلما ورد الحرم قال له نصر: إنك بفناء بيت الله الحرام ومحل حرمه فدع الشراب، فلما زال عنه وضعه بين يديه وجعل يشرب ويبكى ويقول:
رضيع مدام فارق الراح روعه ... فظلّ عليها مستهلّ المدامع
أديرا علىّ الكأس إنى فقدتها ... كما فقد المفطوم درّ المراضع
ومرّ به نصر بن سيّار وهو يميل سكرا، فقال له: أفسدت شرفك، فقال:
لو لم أفسد شرفى لم تكن أنت اليوم والى خراسان.
وكان شاعرا بصريّا.
صاحب الحسن بن هانىء وكان خليعا ماجنا مليح الشعر وهو الذى يقول:
ألا إنما الدّنيا وصال حبيب ... وأخذك من مشمولة بنصيب
وعيشك بين المسمعات ممتّعا ... بفنّين من عرف وشدو مصبب
وأنس وإنسان تلذّ بقربه ... وبدلة معشوق ويوم رقيب
وعدّى ساعات النهار ورقبتى ... إلى الشمس لما آذنت بمعيب