وأما من شربها منهم واشتهر بها، جماعة من الأكابر والأعيان والخلفاء.
منهم: يزيد بن معاوية

شهر بشربها، وكان يقال له: يزيد الخمور، روى هشام ابن الكلبىّ عن أبيه قال: وجّه معاوية جيشا الى أرض الروم فأصابهم الجدرىّ، وعند يزيد امرأته أمّ كلثوم بنت عبد الله بن عامر فسكر وأنشأ يقول:

إذا ارتفقت على الأنماط في غرف ... بدير مرّان عندى أمّ كلثوم

فما أبالى الذى لاقت جيوشهم ... بالغذقذونة «1» من حمّى ومن موم «2»

فبلغ الخبر معاوية، فقال: أنت هاهنا! إلحق بهم، وسيّره الى قتال الروم.

ومنهم: عبد الملك بن مروان،

وكان يسمّى: حمامة المسجد، لاجتهاده فى العبادة، هذا قبل أن يلى الخلافة، فلما أفضت الخلافة اليه شرب، فقال له سعيد بن المسيّب: بلغنى يا أمير المؤمنين، أنك شربت الطلاء، قال: إى والله والدماء.

ومنهم: يزيد بن عبد الملك بن مروان

وهو صاحب حبابة «3» وسلّامة، وأخباره مشهورة.

ومنهم: ابنه الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ذهب به الشراب كلّ مذهب حتى خلع وقتل؛ وله في ذلك حكايات وأشعار. منها: أنه سمع بشرّاعة بن الزّندبوذ الكوفىّ، وكان من أهل البطالة المشهورين باللعب واللهو وإدمان الشراب؛ فاستدعاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015