من الأقمشة والتعابى والتشاريف ليخلعها على من يحضر إليه بتقادم الأمراء، وأعطاه خيلا وجملة من المال، وحضر هو صحبة القاضى كريم الدين إلى داره، وترجّل عند قربه من الدار، ومشى والقاضى كريم الدين مستمر الركوب على ما هو عليه إلى أن نزل فى مكانه المعتاد، هكذا أخبرنى جماعة ممن ذكروا أنهم شاهدوا ذلك، ثم رسم بعود الأمير المذكور إلى المملكة الحلبية، فعاد فى يوم السبت ثانى شهر ربيع الأول على خيل البريد، وأدرك العسكر بحلب، ودخل معهم إلى آياس.
وفى العشر الآخر من ربيع الأول وصلت رسل الملك أبى سعيد بن خربندا- ملك العراقين وخراسان وما والى ذلك- إلى الأبواب السلطانية، وهم: الأمير حسن بن شادى بن سونجاق، ومعه أمير آخور، وقاضى قضاة تبريز نصر الدين محمد بن محمد القزوينى الشافعى، فأمر السلطان بإنزالهم فى قلعة الجبل، ومثلوا بين يديه فى يوم الاثنين مستهل ربيع الآخر، فاستقبلهم بدر الدين بيبرس الصالحى [1] .