وفى هذه السنة خطب بظاهر دمشق فى ثلاثة جوامع مستجدة منها الجامع الذى أنشأه الأمير سيف الدين تنكز [120] نائب السلطنة بالشام وهو بظاهر دمشق خارج باب النصر فى الشارع المسلوك منه إلى القصر الأبلق بالميدان، وقد تقدم ذكر الشروع فى عمارته وكملت فى هذه السنة وأقيمت الخطبة به فى يوم الجمعة العاشر من شعبان وخطب فيه وصلى بالناس الشيخ نجم الدين [1] على بن داود الحنفى المعروف بالقحفازى، وحضر الصلاة فيه نائب السلطنة وسائر القضاة والأعيان وقراء القرآن وأنشدت المدائح فى بانيه.
وخطب أيضا فى يوم الجمعة التى تلى هذه الجمعة فى سابع عشر شعبان بالجامع الذى أنشاه القاضى كريم الدين [2] وخطب فيه الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ عبد الواحد بن يوسف بن الوزير الحرانى ثم الآمدى الحنبلى [3] ثم أجرى إليه الماء من نهر داريا [4] وعمل له قناة من النهر إلى كفر سوسية [5] وكان وصول الماء إلى الجامع فى العشر الأول من شوال سنة عشرين وسبعمائة وانتفع أهل تلك الناحية به انتفاعا كثيرا وخطب فى يوم الجمعة السابع عشر من ذى الحجة بالجامع الذى أنشأه شمس الدين عبد الله [6] ناظر النظار بالشام وهو بظاهر دمشق خارج الباب الشرقى بجوار قبر ضرار بن الأزور وخطب فيه الشيخ المقرئ محمد المعروف بالنيربانى [7] وكان ابتداء الشروع فى عمارة هذا الجامع فى شعبان من هذه السنة.