لم يطلبوا جلّقا بغيا بظلمهم ... إلا وردّوا على الأعقاب وانكسروا
حاشا دمشق من الأسواء [1] تطرقها ... أو أن تغيّرها عن وصفها الغير
ملائك الله تحميها وتحرسها ... تعاقبا ولها من ربّها خفر
وفى جوار خليل الله ما برحت ... وحضرة القدس قل لى: كيف تحتقر
بالله عدوى [2] على من رامها بأذى ... وبالخليفة والسلطان أنتصر
هما ملاذكم فى كلّ نائبة ... بالرّوح أفديهما والسمع والبصر
إذا [3] تأمّلت فحوى سر حكمهما ... لم تدر أيّهما فى عدله عمر
ولو رأيتهما يوما لخالك أن ... موسى بن عمران قد وافاك والخضر
هما رضيعا لبان عفّة وتقى ... وحسن ذكر شذاه فائح عطر
فذا [4] مليك لكم طابت أرومته ... وذا أمير بأمر الله يأتمر
أبو الربيع سليمان الذى شهدت ... بفضله المستفاض [5] البدو والحضر
وزمزم والصّفا والمأزمان [6] معا ... والبيت يعرفه والحجر والحجر [60]
خليفة الله فى الدنيا وطاعته ... فرض عليكم وهذا القول مختصر
ما زال مستكفيا بالله معتصما ... مستنصرا مستعينا وهو منتصر
لولاه فى الأرض قد مادت جوانبها ... وما سقاها إذا غيث ولا مطر