السّلع [1] والعشر [2] ، ويصعدون بها إلى جبل وعر، ويشعلون فيها النار، ويضجّون بالدعاء والتضرّع. وكانوا يرون ذلك من الأسباب المتوصّل بها إلى نزول الغيث [3] . وفى ذاك يقول الوديك الطائى:
لا درّ درّ رجال خاب سعيهم، ... يستمطرون لدى الأزمات بالعشر!
أجاعل أنت بيقورا مسلّعة ... ذريعة لك بين الله والمطر؟
وقال أمية بن أبى الصّلت:
ويسوقون باقر السّهل للطّو ... د مهازيل خشية أن تبورا.
عاقدين النّيران فى بكر الأذ ... ناب منها، لكى تهيج النّحورا.
سلع ما ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت الببقورا.
3- نار الزائر والمسافر. ويسمونها نار الطّرد. وذلك أنهم كانوا إذا لم يحبوا رجوع شخص، أوقدوا خلفه نارا ودعوا عليه. ويقولون فى الدعاء: أبعده الله وأسحقه! وأوقدوا نارا إثره. قال الشاعر:
وجمّة قوم قد أتوك ولم تكن ... لتوقد نارا خلفها للتندّم.